وماذا يقولون فيما جاء في القرآن الكريم عنهم ووصفه لاعمالهم وأنه قد نزلت سورة خاصة بالمنافقين منهم - وأن سورة براءة قد سميت (بالفاضحة) (1) لأنها فضحت جماعة منهم - وأن أكثرهم قد ارتد بعد موت الرسول، وكذلك ما ورد فيهم من أحاديث صحيحة وأخبار متواترة (2)!
إذا جابهتهم بذلك نبحوك ولعنوك - وقالوا: مرتد وزنديق وفاسق، ثم قذفوك بسبابهم وشتائمهم، على أنا إذا سلمنا لهم جدلا بأن كل صحابي معصوم مما يقع فيه غيره من بنى الانسان، فإن أمر أبي هريرة بخاصة ليباين أمر الصحابة أجمعين، فقد جرحه كبار الصحابة بما عرفوه عنه، لأنه كان يعاشرهم وشكوا في روايته بل كذبوه فيها كما بيناه من قبل حتى كان كما قلنا:
أول راوية اتهم في الاسلام.
وفاة أبي هريرة توفى أبو هريرة على الصحيح، كما روى النووي في شرحه على مسلم، سنة 59 ه عن ثمانين سنة، بقصره بالعقيق، وحمل إلى المدينة وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكان يومئذ أميرا على المدينة من قبل معاوية.
ولما كتب الوليد إلى عمه معاوية ينعى له أبا هريرة، أرسل إليه معاوية:
انظر من ترك وادفع إلى ورثته عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، وافعل إليهم معروفا!! وهكذا يترادف رفدهم له حتى بعد وفاته (3).