بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وآله ونحن باليمن (1) فخرجنا مهاجرين إليه أنا وإخوان لي، أنا أصغرهم في 53 أو 52 رجلا من قومي، فركبنا سفينة فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب (2) فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي حين افتتح خيبر (3).
وروى عنه البخاري كذلك: قدمنا على النبي بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا ولم يقسم لاحد لم يشهد الفتح غيرنا (4).
قال ابن حجر في الفتح وهو يشرح هذا القول: أراد أنه لم يسهم لاحد لم يشهد الموقعة من غير استرضاء أحد من الفاتحين إلا لأصحاب السفينة التي قدم عليها أبو موسى ومن معه.
ووقع عنه البيهقي، أن النبي قبل أن يقسم لهم كلم المسلمين فأشركوهم.
سبب تأخر الأشعريين في القدوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم ابن حجر العسقلاني في فتح الباري عن أسباب تأخر الأشعريين في القدوم إلى النبي فجعل من هذه الأسباب أنهم علموا ما كان المسلمون فيه من المحاربة مع الكفار، فلما بلغتهم المهادنة أمنوا وطلبوا الوصول إليه (5) ومعنى كلام ابن حجر صريح بأن هؤلاء الأشعريين لم يقدموا إلى النبي أيام محنته في مكة ولا في زمن حروبه الطاحنة وهو بالمدينة لينصروه، ويجاهدوا معه، بل هرعوا إليه بعد الغزوات الكبيرة التي انتصر فيها، وغنم منها المغانم، من غزوة بدر وأحد والخندق أي بعد أن استقر أمر البعثة وأصبح لها شوكة وهيبة وصولة! (6)