أبو هريرة يشهد على على بأنه يحمى قتلة عثمان ذكر صاحب الغارات أن النعمان بن بشير قدم هو وأبو هريرة على علي عليه السلام من عند معاوية يسألانه أن يدفع قتلة عثمان إلى معاوية ليقيدهم بعثمان، لعل الحرب أن تطفأ.
وإنما أراد معاوية أن يرجع مثل النعمان وأبي هريرة من عند علي عليه السلام إلى الناس وهم لمعاوية عاذرون ولعلي لائمون - وقد علم معاوية أن عليا لا يدفع قتلة عثمان إليه - فأراد أن يكون هذان يشهدان له عند أهل الشام بذلك، وأن يظهر عذره فقال لهما: ائتيا عليا فأنشداه الله وسلاه بالله، لما دفع إلينا قتلة عثمان - فإن أبى فكونوا شهداء الله عليه وأقبلا على الناس فأعلماهم ذلك.
فأتيا إلى علي عليه السلام فدخلا عليه فتكلم أبو هريرة في ذلك، ولكن عليا لم يرد عليه، وبعد أن كلمه النعمان، التفت إليه وقال له: حدثني عنك يا نعمان.
أنت أهدى قومك سبيلا؟ يعنى الأنصار - قال: لا، قال: فكل قومك قد اتبعني إلا شذاذا منهم ثلاثة أو أربعة، أفتكون أنت من الشذاذ؟ فقال النعمان، أصلحك لله! إنما جئت لأكون معك وألزمك، وقد كان معاوية سألني أن أؤدي هذا الكلام ورجوت أن يكون لي موقف أجتمع فيه معك، وطمعت أن يجرى الله تعالى بينكما صلحا فإن كان غير ذلك رأيك فأنا ملازمك وكائن معك. فأما.
أبو هريرة فلحق بالشام، وأقام النعمان عند علي عليه السلام - فأخبر أبو هريرة معاوية بالخبر، فأمره أن يعلم الناس، ففعل، وأقام النعمان بعده ثم خرج فارا من علي عليه السلام، وكان النعمان عثمانيا. (ص 213، المجلد الأول من شرح نهج البلاغة) ولما خرجت الخوارج على على رضي الله عنه وقامت الحرب بينه وبين معاوية أخذ أبو هريرة يثبط الناس، وكان ذلك من أسلحته في مناصرة معاوية، وذلك بأحاديث يرويها عن النبي صلى الله عليه وآله منها ما رواه أحمد والبخاري عنه: