وقال: لو أنبأتكم بكل ما أعلم لرماني الناس بالخرف، وقالوا أبو هريرة مجنون، وفى رواية: لو حدثتكم بكل ما في جوفي لرميتموني بالبعر!
وقال: يقولون: أكثرت يا أبا هريرة. والذي نفسي بيده! لو حدثتكم بكل شئ سمعته من رسول الله لرميتموني بالقشع (يعنى المزابل) ثم ما ناظرتموني (1).
كيس أبي هريرة:
ولم يكتف أبو هريرة بالجرابين، بل قال في رواية: حفظت من رسول الله خمسة أجربة، فأخرجت منها جرابين (2) ولو أخرجت الثالث لرجمتموني بالحجارة وهذه الأوعية كلها لم تقنعه، وإنما زعم أن له كيسا آخر! من الاسرار التي لا يعلمها أحد غيره.
عن مكحول قال: كان أبو هريرة يقول. رب كيس عند أبي هريرة لم يفتحه. رواه البخاري.
ومن هو أبو هريرة حتى يؤثره النبي بشئ يخصه به ويكتمه ويخفيه عن أصفيائه وأوليائه وأقرب الناس إليه (3)؟ إنه لم يكن له أية ميزة من فضل يدنو بها إلى النبي، ولا عد بعد انتقال النبي إلى الرفيق الاعلى من أية طبقة من طبقات الصحابة (4) فلا هو من السابقين الأولين، ولا من المهاجرين، ولا من الأنصار،