أبو هريرة يعترف كذلك بأنه ليس على الحال التي فارق عليها محمدا صلى الله عليه وآله:
ولقد كان أبو هريرة يعترف كذلك بأنه ليس على الحال التي فارق عليها محمدا صلى الله عليه وآله.
قال أبو نعيم فيما رفعه إلى السدى أنه قال: رأيت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة، كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال التي فارق عليها محمدا صلى الله عليه وآله (1).
ولا نستزيد من نقل هذه الاعترافات وحسبنا ما قدمناه منها فهو كاف.
وعلى أن أبا هريرة قد أكثر من الدفاع عن نفسه وأنه كان يعزز دفاعه دائما بالقسم! وأن الدولة بسلطانها وقوتها كانت تؤيده وتعمل على درء التهم عنه، لأنه كان من أنصارها ويهمها أن لا يشك الناس في مروياته وبخاصة ما كان منها في تأييدها، والنيل من أعدائها! فإن ذلك كله لم يغير مما اشتهر عنه شيئا بل كان كالزبد الذي لا يلبث قليلا حتى يذوب، وظل اتهام أبي هريرة ملازمه لا ينفك عنه، وسيظل قائما يأخذ بتلابيبه، يتلقفه الخلف عن السلف إلى أن يشاء الله.
التهكم به والسخرية منه:
ولم يقف الامر بهم وبه عند تكذيبه والانكار عليه بل زاد على ذلك بأنهم كانوا يتهكمون به، ويسخرون منه، وإليك مثلا يستدل به على غيره:
فعن أبي رافع: أن رجلا من قريش أتى أبا هريرة في حلة يتبختر فيها فقال: يا أبا هريرة، إنك (تكثر الحديث) عن رسول الله، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟ (كأن كل أمر كان يستخرج له حديثا) فقال: سمعت أبا القاسم (أي النبي) يقول: إن رجلا ممن كان قبلكم بينما كان يتبختر