يزيد والحسين كيف قتل الحسين وأهله!
ولما آل الحكم بالوراثة الاستبدادية إلى يزيد بن معاوية (1) الذي ورث البغى والظلم والحقد عن أبيه وجده وسائر قومه، واجتمعت فيه كل خصال الأموية الذميمة وطباعها الأثيمة، أخذ يتمم سياسة أبيه وجده، فأرصد بغيه إلى السبط الثاني وهو الحسين رضي الله عنه، وكان يخشاه أشد خشية، لأنه أحق وأجدر بالخلافة منه ومن أبيه، وسولت له نفسه أن يرتكب معه أبشع جريمة تقشعر منها الأبدان.
وإنا هنا ننقل موجزا لما قاله الدكتور طه حسين في وصف هذه الجريمة البشعة قال حفظه الله وشفاه:
ندب ابن زياد لحرب الحسين رجلا من أقرب الناس إليه هو عمر بن سعد ابن أبي وقاص (2) وأرسل معه جيشا من بضعة آلاف فمضى عمر حتى لقي الحسين فعرض الحسين على عمر أن يختار خصلة من ثلاث، فإما أن يخلو بينه وبين طريقه إلى الحجاز، وإما أن يسيروه إلى يزيد بالشام ليكون بينه وبين يزيد ما يكون (3)، وإما أن يخلوا بينه وبين الطريق إلى ثغر من ثغور المسلمين، فرضي