خدمة وتوكدت له حرمة وقد شمل أفضال سيدنا الوزير أدام الله عزه أشكالي وأمثالي من أهل هذا البيت وانا أعوذ بعامر فضله ان يعريني الزمان من ملابس طوله فإن رأى حرس الله مدته ان ينعم على بالتوقيع في معنى كيت وكيت فعل أن شاء الله.
وكانت وفاته قدس الله روحه بكرة يوم الأحد لست خلون من المحرم سنة ست وأربعمائة وحضر الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والاشراف والقضاة جنازته والصلاة عليه ودفن في داره بمسجد الأنباريين بالكرخ ومضى أخوه المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد مولانا الكاظم موسى بن جعفر " ع " لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته ودفنه وصلى عليه فخر الملك أبو غالب ومضى بنفسه آخر النهار إلى أخيه المرتضى إلى المشهد الشريف الكاظمي فالزمه بالعود إلى داره ثم نقل الرضى إلى مشهد الحسين بكربلاء فدفن عند أبيه.
ورثاه أخوه المرتضى بقصيدة أولها:
يا للرجال لفجعة جذمت يدي * ووددت لو ذهبت على برأسي ما زلت أحذر وردها حتى أتت * فحسوتها في بعض ما انا حاسي ومطلتها زمنا فلما صممت * لم يثنها مطلي وطول مكاسي لله عمرك من قصير طاهر * ولرب عمر طال بالأدناس ورثاه أيضا تلميذه مهيار بن مرزويه الكاتب بقصيدة لم أسمع في باب المراثي أبلغ منها وأولها:
من جب غارب هاشم وسنامها * ولوى لويا واستزل مقامها وغزى قريشا بالبطاح فلفها * بيد وقوض عزها وخيامها وأناخ في مضر بكلكل خسفه * يستام فاحتملت له ما سامها من حل مكة فاستباح حريمها * والبيت يشهد واستحل حرامها ومضى بيثرب مزعجا ما شاء من * تلك القبور الطاهرات عظامها