وقالوا إنا لم نردك فما فعل صاحبك فقال لا علم لي فأرسلت قريش العيون وركبت في طلبه الصعب والذلول ولما اعتم على " ع " انطلق هو وهند إلى الغار وامر رسول الله هند ان يبتاع له ولصاحبه بعيران فقال أبو بكر قد كنت أعددت لي ولك يا رسول الله راحلتين ترتحلهما إلى يثرب فقال صلى الله عليه وآله لا أخذهما إلا بالثمن قال هي لك يا رسول الله بذلك فامر عليا فاقبضه الثمن وأوصاه بحفظ ذمته وأداء أمانته وكانت قريش تدعوا النبي الأمين وتودعه أموالها وبعث صلى الله عليه وآله والحال ذلك فامر عليا ان يقيم صارخا بالأبطح يهتف غدوة وعشيا من كان له قبل محمد أمانة أو وديعة فليأت فلنؤد إليه أمانته وقال له النبي لن يصلوا إليك من الآن بأمر تكرهه حتى تقدم على فاد أمانتي على أعين الناس ظاهرا ثم إني استخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربى عليكما وأمره ان يبتاع رواحل له وللفواطم ومن يهاجر معه من بنى هاشم وقال صلى الله عليه وآله لعلى " ع " إذا أبرمت ما أمرتك به فكن على أهبة الهجرة إلى الله ورسوله وسر إلى القدوم كتابي عليك وانطلق رسول الله إلى المدينة وأقام في الغار ثلاثا ومبيت على " ع " على فراشه أول ليلة وقال علي عليه السلام في ذلك.
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر محمد لما خاف أن يمكروا به * فوقاه ربى ذو الجلال من المكر وبت أراعيهم متى يأسرونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر وبات رسول الله في الغار آمنا * هناك وفى حفظ الاله وفى ستر أقام ثلاثا ثم زمت قلائص * قلائص يفرين الحصى أينما يفر ولما ورد رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة نزل في بنى عمر بن عوف بقبا وأرادوه على الدخول إلى المدينة فقال ما انا بداخلها حتى يقدم ابن عمى وابنتي يعنى عليا وفاطمة " ع ".
قال الزبير بن بكار استشهد هند بن أبي هالة مع علي " ع " يوم الجمل وقيل