لا تظهروه ولا يسمعه منكم سامع ان الله تعالى كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتيه منيته كما كتب الله له فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال سر بنا يا أمير المؤمنين إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضى الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستولاهم الشيطان وأوعدهم الأباطيل ومناهم الأماني حتى أزاغهم عن الهدى وقصد بهم فصل الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة أنجزنا موعد ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله رحما وأفضل سابقة وقدما وهم يا أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الأهواء فكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا بنورك جذلة على من خالفك وتولى الأمر دونك والله ما أحب ان لي ما على الأرض مما أقلت وما تحت السماء مما أظلت وأبى واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك فقال " ع " اللهم أرزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك.
وروى نصر: أيضا في كتابه المذكور قال دفع على الراية يوما من أيام صفين إلى هاشم بن عتبة وكانت عليه درعان فقال له على " ع " كهيئة المازح يا هاشم اما تختشي ان تكون أعورا جبانا قال ستعلم يا أمير المؤمنين لألقن بين جماجم القوم لف رجل ينوى الآخرة فأخذ رمحا فهزه فانكسر ثم أخذ رمحا آخر فوجده جاسيا فألقاه ثم دعا برمح لين فشد به لواءه. ولما دفع على " ع " الراية إلى هاشم قال رجل من بكر بن وائل من أصحاب هاشم أقدم مالك يا هاشم قد انتفخ سحرك أعورا وجبنا قال من هذا قالوا فلان قال أهلها وخير منها إذا رأيتني قد صرعت فخذها ثم قال لأصحابه شدوا شسوع نعالكم وشدوا إزركم فإذا رأيتموني قد هززت الراية ثلاثا فاعلموا ان أحدا منكم لا يسبقني إليها ثم نظر هاشم إلى