في اثنى عشر ألفا إلى الشام وقال لعبيد الله أمض حتى تستقبل معاوية فإذا لقيته فلا تقاتله حتى يقاتلك فان فعل فقاتله وان أصبت فقيس بن سعد على الناس فسار عبيد الله حتى نزل بإزاء معاوية فلما كان من الغد وجه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله فيمن معه فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس إن الحسن قد أرسل لي في الصلح وهو مسلم الأمر إلى فان دخلت في طاعتي الان كنت متبوعا والا دخلت وأنت تابع ولك ان جئتني الآن أعطيك الف ألف درهم أعجل لك في هذا الوقت نصفها وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر فاقبل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده وأصبح الناس ينتظرون عبيد الله ان يخرج فيصلى بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فثبتهم وذكر عبيد الله فنال منه ثم أمرهم بالصبر والنهوض إلى العدو فأجابوه بالطاعة وقالوا له انهض بنا إلى عدونا على اسم الله فنزل فنهض بهم وخرج إليه بسر بن أرطاة فصاحوا إلى أهل العراق ويحكم هذا أميركم عندنا قد بايع وإمامكم الحسن قد صالح فعلى م تقتلون أنفسكم فقال لهم قيس بن سعد اختاروا إحدى اثنتين اما القتال مع غير امام واما ان تبايعوا بيعة ضلال فقالوا بل نقاتل بغير امام فخرجوا فضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم وكتب معاوية إلى قيس بن سعد يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا والله لا تلقاني ابدا الا وبيني وبينك الرمح فكتب معاوية حينئذ لما يئس منه، أما بعد فإنك يهودي ابن يهودي لا تشقى نفسك وتقتلها فيما ليس لك فان ظهر أحب الفريقين إليك نبذك وغولك وان ظهرا بغضهما إليك نكل بك وقتلك وقد كان أبوك أوتر غير قوسه ورمى غير غرضه فأكثر الحز وأخطأ المفصل فخذله قومه وأدركه يومه فمات بحوران طريدا غريبا والسلام فكتب إليه قيس ابن سعد، أما بعد: فإنما أنت وثن ابن وثن دخلت في الإسلام كرها وأقمت فيه فرقا وخرجت منه طوعا ولم يجعل الله لك فيه نصيبا لم يقدم إسلامك ولم يحدث
(٣٤٦)