وقال بعض المؤرخين لما أمر على " ع " قيسا على مصر أحتال معاوية بكل حيلة فلم ينخدع له فاحتال على أصحاب على حتى حسنوا له عزله وتولية محمد ابن أبي بكر مكانه وشنعوا عليه بأنه قد كاتب معاوية فلما عزل بمحمد عرف على " ع " ان قد خدع فكان على " ع " بعد ذلك يطيع قيسا في الامر كله وحضر معه صفين وكان في مقدمته ومعه خمسة آلاف.
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين قال حدثني عمر بن سعد عن إسماعيل بن خالد عن عبد الرحمن بن عبيد قال لما أراد على " ع " المسير إلى الشام دعا من كان معه من المهاجرين والأنصار فجمعهم فحمد الله وأثنى عليه وقال اما بعد فإنكم ميامين الرأي ومراجيح العلم مباركوا الامر مقاويل بالحق ولقد عزمنا على المسير إلى عدونا وعدوكم فأشيروا علينا برأيكم فقام جماعة فتكلموا ثم قام قيس بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين إنكلمش بنا على عدونا فوالله ان جهادهم أحب إلى من جهاد الترك والروم لادهانهم في دين الله واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله من المهاجرين والأنصار والتابعين باحسان إذا غضبوا على رجل حبسوه وضربوه وحرموه وسيروه وفينا لهم في أنفسهم حال ونحن لهم فيما يزعمون قطين - قال يعنى رقيق -.
فقال أشياخ الأنصار منهم خزيمة بن ثابت وأبو أيوب وغير هما لم تقدمت أشياخ قومك وبدأتهم بالكلام يا قيس فقال اما انى عارف بفضلكم معظم لشأنكم ولكني وجدت في نفسي الضغن الذي في صدوركم جاش حين ذكرت الأحزاب.
وروى نصر في الكتاب المذكور أيضا باسناده ان معاوية دعا النعمان بن بشير بن سعد الأنصار ومسلمة بن مخلد الأنصاري ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال يا هذان لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال حتى جبنوا أصحابي الشجاع منهم والجبان وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قيل قتله الأنصاري اما والله لألقينهم