إلى على " ع " بالكوفة قال إبراهيم وكان مع شجاعته ونجدته جوادا مفضلا.
فحدثني علي بن محمد بن أبي السيف عن هشام بن عروة عن أبيه قال خرج قيس ابن سعد من مصر فمر بأهل بيت من القين فنزل بمائهم فنحر له صاحب المنزل جزورا واتاه بها فلما كان الغد نحر له أخرى ثم حبستهم السماء إلى اليوم الثالث فنحر لهم ثالثة ثم إن السماء اقلعت فلما أراد قيس ان يرتحل وضع عشرين ثوبا من ثياب مصر وأربعة آلاف درهم عند امرأة الرجل وقال لها إذا جاء صاحبك فادفعي هذه إليه ثم رحل فما أتت عليه ساعة حتى لحقه الرجل صاحب المنزل على فرس ومعه رمح والثياب والدراهم بين يديه فقال يا هؤلاء خذوا ثيابكم ودراهمكم فقال قيس انصرف أيها الرجل فإنها لم تكن لنا خذها قال والله لتأخذنها فقال قيس لله أبوك ألم تكرمنا وتحسن ضيافتنا فكافيناك فليس هذا بأس فقال الرجل إنا لم نأخذ لقرى الأضياف ثمنا والله لا اخذها ابدا فقال قيس أما إذا أبى ان لا يأخذ فوالله ما فضلني رجل من العرب غيره.
قال إبراهيم وقال أبو المنذر مر قيس في طريقه برجل من بلى يقال له الأسود ابن فلان فأكرمه فلما أراد قيس ان يرتحل وضع عند امرأته ثيابا ودراهم فلما جاء الرجل دفعته إليه فلحقه فقال ما انا بايع ضيافتي والله لتأخذن هذا أو لأنفذن الرمح بين جنبيك فقال قيس ويحكم خذوه.
وقال إبراهيم ثم أقبل قيس حتى قدم المدينة فجاءه حسان بن ثابت شامتا به وكان عثمانيا فقال له نزعك علي بن أبي طالب وقد قتلت عثمان فبقى عليك الإثم ولم يحسن لك الشكر فزجره قيس وقال له يا أعمى القلب يا أعمى البصر والله لولا أن ألقى بين رهطي ورهطك حربا لضربت عنقك ثم أخرجه من عنده.
قال إبراهيم ثم إن قيسا وسهل بن حنيف خرجا حتى قدما على على " ع " الكوفة فخبره قيس الخبر وما كان بمصر فصدقه وشهد مع علي بصفين هو وسهل ابن حنيف (ره).