قتال أهل الشام قام عدى بن حاتم الطائي بين يديه فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أمير المؤمنين ما قلت إلا بعلم ولا دعوت إلا إلى الحق ولا أمرت إلا برشد ولكن ان رأيت أن تستأني هؤلاء القوم وتستدعيهم حتى تأتيهم كتبك وتقدم عليهم رسلك فان يقبلوا يصيبوا رشدهم والعافية أوسع لنا ولهم وان يتمادوا في الشقاق ولا ينزعوا من الغي نسير إليهم وقدمنا إليهم بالعذر ودعوناهم إلى في أيدينا من الحق فوالله لهم من الحق أبعد وعلى الله أهون من قوم قاتلناهم بالأمس بناحية البصرة لما دعوناهم إلى الحق فتركوه ناوحناهم برا كالقتال حتى بلغنا منهم ما نحب وبلغ الله منهم رضاه فقام زيد بن حصين الطائي وكان من أصحاب البرانس المجتهدين فقال الحمد لله حتى يرضى ولا إله إلا الله ربنا، أما بعد فوالله ان كنا في شك من قتال من خالفنا ولا تصلح لنا النية في قتالهم حتى نستدعيهم ونستأنيهم ما الأعمال الا في تباب ولا السعي الا في ضلال والله تعالى يقول (واما بنعمة ربك فحدث) إننا والله ما ارتبنا طرفة عين فيمن يتبعونه فكيف باتباع القاسية قلوبهم القليل من الإسلام حظهم أعوان الظلمة وأصحاب الجور والعدوان ليسوا من المهاجرين والأنصار ولا التابعين باحسان، فقام رجل من طي فقال يا زيد ابن حصين كلام سيدنا عدى بن حاتم تهجن فقال زيد ما أنتم أعرف بحق عدى منى ولكن لا ادع القول بالحق وان سخط الناس.
ولعدي في صفين مقامات مشهورة:
وروى نصر بن مزاحم قال جاء عدى بن حاتم في يوم من أيام صفين يلتمس عليا " ع " ما يطأ إلا على انسان ميت أو قدم أو ساعد فوجده تحت رايات بكر بن وائل فقال يا أمير المؤمنين " ع " الا تقوم حتى نموت فقال على " ع " ادن منى فدنا منه حتى وضع اذنه عند أنفه فقال ويحك ان عامة من معي يعصيني وان معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه فقال عدى بن حاتم:
أقول لما ان رأيت المعمعه * واجتمع الجندان وسط البلقعه