نفاقك ولم تزل حربا لله ولرسوله وحزبا من أحزاب المشركين وعدو الله ونبيه والمؤمنين من عباده وذكرت أبى فلعمري ما أوتر الا قوسه ولا رمى إلى غرضه فشغب عليه من لا يشق غباره ولا يبلغ كعبه وزعمت انى يهودي وقد علمت وعلم الناس انى وأبى أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه وصرت إليه والسلام فلما قرأ كتابه غاظه وأراد جوابه قال له عمرو مهلا فإنك ان كاتبته أجابك باشد من هذا وان تركته دخل فيما دخل فيه الناس فامسك عنه قال وبعث معاوية عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة إلى الحسن " ع " إلى الصلح فدعواه إليه وزهداه في الامر وأعطياه ما شرط له معاوية وان لا يتبع أحدا بما مضى ولا ينال أحدا من شيعة على " ع " بمكروه ولا يذكر عليا " ع " إلا بخير وأشياء أخر اشترطها الحسن فأجاب إلى ذلك وانصرف قيس بن سعد فيمن معه إلى الكوفة وانصرف الحسن أيضا إليها واقبل معاوية قاصدا نحو الكوفة واجتمع إلى الحسن وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين " ع " يلومونه ويبكون إليه جزعا مما فعل.
وروى أن معاوية استثنى قيس بن سعد من الشيعة في الأمان فقال الحسن لا أصالح حيت لا تستثنى أحدا.
وروى أن الحسن لما اشترط على معاوية في الصلح ان لا يطلب أحدا من أهل الحجاز والمدينة والعراق بشئ مما كافي أيام أبيه أجاب معاوية إلى ذلك وقال لا اطلب أحدا الا عشرة أنفس لا أؤمنهم فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه معاوية انى قد آليت انى متى ظفرت بقيس بن سعد بن عبادة ان اقطع لسانه ويده فراجعه الحسن وقال لا أرى ان يطلب قيس وغيره بتبعة قلت أو كثرت فبعث إليه معاوية حينئذ برق أبيض وقال اكتب ما شئت فيه فإني ملتزمه فاصطلحا.
قال أبو الفرج الأصبهاني لما تم الصلح بين الحسن ومعاوية أرسل إلى قيس ابن سعد يدعوه إلى البيعة وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه