فقال له معاوية يا قيس بايع فنظر إلى الحسن فقال يا أبا محمد بايعت فقال معاوية اما تنتهى أما والله انى شئت فقال له قيس اما والله لئن قلت انى شئت لتناقض فقال وكان مثل البعير جسيما وكان خفيف اللحية قال فقام إليه الحسن فقال بايع يا قيس فبايع.
وسار قيس إلى المدينة ولم يزل بها مشتغلا بالعبادة حتى توفى إلى رحمة الله تعالى في آخر خلافة معاوية.
وعن سليم بن قيس قال قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في أيام خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر فإذا الذين استقبلوه ما منهم إلا قرشي فلما نزل قال ما فعلت الأنصار وما بالها لم تستقبلني فقيل له انهم محتاجون ليس لهم دواب فقال معاوية فأين نواضحهم فقال قيس بن سعد بن عبادة - وكان سيد الأنصار وابن سيدها - أفنوها يوم بدر وأحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ضربوك وأباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون فسكت معاوية فقال قيس اما ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلينا أنا سنلقي بعده إثرة فقال معاوية فما امركم قال أمرنا ان نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه.
قال المؤلف: وهذا الخبر مما كفر به المعتزلة معاوية وروى من طريق آخر ان النعمان بن بشير الأنصاري جاء في جماعة من الأنصار فشكوا إليه فقرهم وقالوا لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله ستلقون بعدي إثرة فقد لقيناها قال معاوية فماذا قال لكم قالوا قال لنا فاصبروا حتى تردوا على الحوض قال فافعلوا ما امركم به عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبركم بقوله مستهزئا بهم وحرمهم ولم يعطهم شيئا.
وروى أن عظيم الروم بعث إلى معاوية بن أبي سفيان بهدية مع رسولين أحدهما جسيم والآخر أيد ففطن لهما معاوية فقال لعمرو بن العاص، اما الطويل فإني أجد مثله فمن الأيد فقال أجد القوة والأيد في شخصين أحدهما محمد ابن