في الثياب فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال وعليك السلام يا أبا يزيد قال يا أمير المؤمنين ما أراك أصبت من الدنيا شيئا وأنى لا ترضى نفسي من خلافتك بما رضيت به لنفسك فقال يا أبا يزيد يخرج عطائي فادفعه إليك فلما ارتحل عن أمير المؤمنين انى معاوية فنصب له كراسيه واجلس جلسائه حوله فلما ورد عليه أمر له بمائة ألف درهم فقبضها.
(وروى) أنه طلب من أمير المؤمنين صاع بر فلم يعطه وحمى له حديدة وكواه بها وقد ذكر ذلك أمير المؤمنين في كلام له فقال والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا ورأيت صبيانه شعث الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم وعاودني مؤكدا وكرر على القول مرددا فأصغيت إليه سمعي فظن انى أبيعه ديني واتبع قياده مفارقا طريقتي فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من المها وكاد ان يحترق من ميسمها فقلت له ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه أتئن من الأذى ولا أأن من لظى.
وحكى أن معاوية سأل عقيلا عن قصة الحديدة المحماة المذكورة فبكى وقال انا أحدثك يا معاوية عما سألت نزل بالحسين " ع " ابنه ضيف فاستسلف درهما اشترى به خبزا واحتاج إلى الأدام فطلب من قنبر خادمهم أن يفتح له زقا من زقاق عسل جاءهم من اليمن فاخذ منه رطلا فلما طلبها على " ع " ليقسمها قال يا قنبر أظن أنه حدث في هذا الزق حدث قال نعم يا أمير المؤمنين وأخبره فغضب وقال على بالحسين فرفع عليه الدرة فقال الحسين بحق عمى جعفر وكان إذا سئل بحق جعفر سكن فقال له ما حملك على أن أخذت منه قبل القسمة قال " ع " أن لنا فيه حقا فإذا أعطيناه ورددناه قال فداك أبوك وإن كان لك فيه حق فليس لك أن تنتفع بحقك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم اما لولا انى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل ثنيتيك لأوجعتك ضربا ثم دفع إلى قنبر درهما كان مصرورا