ألا ترى أن (1) ما كان منه ظاهر المعنى غير محتاج إلى بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك ما بين الله تخصيصه مما يحتاج إلى بيان فليس بيانه موكولا إلى النبي عليه السلام وأيضا يحتمل أني كون معنى قوله تعالى للناس لتبلغه إياهم وتظهره ولا تكتمه وأيضا فقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم الأمة (2) في كثير مما ورد به لفظ القرآن المفتقر إلى البيان إلى النظر والاستدلال كما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الكلالة يكفيك آية الصيف (3) وفي أشياء كثيرة من الربا وغيره وعلى أنه إذا كان التخصيص بيانا فما الذي يمنع أن يكون الله تعالى هو المتولي لبيانه تارة وتارة يأمر النبي صلى الله عليه وسلم به ومن حيث جاز نسخ القرآن بقرآن مثله جاز تخصيصه به (4) لأن النسخ في الحقيقة بيان لمدة (5) الفرض الأول والتخصيص بيان الحكم في بعض ما شمله الاسم
(١٤٣)