منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون (1) أهل فلم يستثن امرأته في هذا الموضع وهي مستثناة في المعنى وان (2) لم يذكرها ثم قال في موضع آخر بأهلك بقطع الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك (3) فأظهر الاستثناء في هذه الآية ثم لم يختلف حكم اللفظين في أن كل واحد منهما مستثنى منه (4) المرأة في المعنى وإن كانت مذكورة في أحدهما غير مذكورة في الآخر (5) ونحو قوله تعالى مع وما تعبدون من دون الله حصب جهنم (6) ومعلوم أنه لم يرد به المسيح وعزير (7) صلوات الله (8) عليهما (9) أجمعين (10) فأنزل الآية مطلقة اكتفاء بالدلالة التي أقامها على أنه لا يعذبهما في الآخرة (11) وكان ذلك بمنزلة الاستثناء المتصل باللفظ فلما قال المشركون هذا المسيح والعزيز قد عبدا (12) من دون الله أنزل الله تعالى إن (13) الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون (14) ثم لم يختلف حكم اللفظ بعد نزول هذه الآية وقبلها فهذا يدل على أن دلالة التخصيص بمنزلة الاستثناء فينبغي على هذا أن لا يختلف حكم اللفظ فيهما في كونه حقيقة في موضعه وأنه ليس بلفظ عموم فإن قال قائل هذا القول يؤدي إلى ابطال المجاز والاتساع في اللغة لأنه يوجب ان يكون قيام الدلالة على كونه مجازا بمنزلة المذكور معه ويكون قوله تعالى أراني أعصر
(١٣٩)