فظهر: أن تصوير الأجزاء والشرائط المقومة للماهية المأمور بها بمكان من الإمكان، لا إشكال فيه (1).
وأما جزء الفرد وشرطه - أعني بهما ما لم يكونا جزء الماهية المأمور بها، ولا شرطها، بل من كمالات الموجود المتحدة معه خارجا - فقد وقع الإشكال في تصويرهما في المركبات والماهية الاعتبارية، بعد إمكان تصويرهما في المركبات والماهيات الحقيقية.
أما إمكان تصويرهما في الماهيات الحقيقية، فلأن الماهية وإن كانت مغايرة مع أجزائها ولوازمها، وعوارضها وعوارض وجودها; مفهوما وفي عالم التصور، ولكن يمكن تحققها وتجمعها مع كثرتها في محل واحد بوجود واحد; من غير أن تنثلم وحدتها، وذلك فإن ماهية الإنسان - مثلا - عبارة عن الحيوان الناطق، وهي حقيقة بسيطة خارجية تغاير العوارض والخصوصيات مفهوما، إلا أنها لا تنفك عنها خارجا، بل متعانقة الوجود معها في الخارج; بحيث لا يكون لها وجود منحاز عن وجود العوارض والخصوصيات، بل وجود واحد شخصي حقيقي على نحو البساطة لا تكثر فيه، فالفرد والشخص الخارجي بجميع خصوصياته عين ماهية الإنسان وجودا، فيصح فيها تصور مقومات الماهية وأجزاء الفرد وشرائطه.
ولتوضيح ذلك نقول: إن المولود - مثلا - من حين ولادته إلى أن يبلغ، ثم