وأما فيما احتاج إلى التكرار، فربما يشكل من جهة الاخلال بالوجه تارة، وبالتمييز أخرى، وكونه لعبا وعبثا ثالثة.
وأنت خبير بعدم الاخلال بالوجه بوجه في الاتيان مثلا بالصلاتين المشتملتين على الواجب لوجوبه، غاية الأمر أنه لا تعيين له ولا تمييز فالاخلال إنما يكون به، واحتمال اعتباره أيضا في غاية الضعف، لعدم عين منه ولا أثر في الاخبار، مع أنه مما يغفل عنه غالبا، وفي مثله لابد
____________________
فعدم حصول هذه الأمور إذا كانت معتبرة على هذا النحو واضح، والى هذا أشار بقوله: ((ولا يكون اخلال حينئذ)) أي لا يكون اخلال بهذه الأمور الثلاثة في اتيان الأقل في ضمن الأكثر إذا كانت هذه الأمور معتبرة في المركب بما هو مركب، ولا يقع الاخلال بها ((الا)) إذا كانت معتبرة في اجزاء المركب كاعتبارها فيه، وحينئذ يحصل الاخلال بها وذلك ((بعدم اتيان ما احتمل جزئيته)) بقصد امتثال امره الخاص ولا بقصد وجوبه الخاص ولا متميزا بعنوان كونه جزءا ف ((على تقديرها)) معتبرة في كل جزء جزء يقع الاخلال ((بقصدها)) كما عرفت.
(1) حاصله: ان قصد عبادية الجزء وقصد الوجه والتمييز فيه ضعيف وسخيف والوجه في ذلك ان العبادي اما ان يكون عبادة بذاته فقصد عنوانه هو قصد عباديته من دون حاجة إلى قصد امره أو غيره، وان كان هو ما لو امر به لكان امره عباديا، فجزء العبادة مما لم يؤمر به وانما المأمور به هو المركب دون الجزء، فإذا لم يكن الجزء بما هو جزء متعلقا لامر عبادي فلا وجه لاعتبار قصد القربة فيه بخصوصه أو قصد الوجه أو قصد التمييز فيه كذلك، لأنها انما تعتبر في ما تعلق به الامر العبادي، والمفروض ان متعلق الأمر العبادي هو المركب دون الجزء بما هو جزء، وقد عرفت ان المركب المأتي به في ضمن الأكثر لا اخلال فيه لا بقصد القرب ولا بقصد الوجه ولا بقصد التمييز.
(1) حاصله: ان قصد عبادية الجزء وقصد الوجه والتمييز فيه ضعيف وسخيف والوجه في ذلك ان العبادي اما ان يكون عبادة بذاته فقصد عنوانه هو قصد عباديته من دون حاجة إلى قصد امره أو غيره، وان كان هو ما لو امر به لكان امره عباديا، فجزء العبادة مما لم يؤمر به وانما المأمور به هو المركب دون الجزء، فإذا لم يكن الجزء بما هو جزء متعلقا لامر عبادي فلا وجه لاعتبار قصد القربة فيه بخصوصه أو قصد الوجه أو قصد التمييز فيه كذلك، لأنها انما تعتبر في ما تعلق به الامر العبادي، والمفروض ان متعلق الأمر العبادي هو المركب دون الجزء بما هو جزء، وقد عرفت ان المركب المأتي به في ضمن الأكثر لا اخلال فيه لا بقصد القرب ولا بقصد الوجه ولا بقصد التمييز.