عبد العزيز سمعت سنيدا يذكر عن سفيان هو الثوري رفعه قال " من قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيها ويله " يعد عشرا - قال الحسن بن عبد العزيز: فأخبرني عبيد بن السائب قال: قيل للأوزاعي ما غاية التفكر فيهن؟ قال:
يقرأهن وهو يعقلهن - قال ابن أبي الدنيا: وحدثني قاسم بن هاشم حدثنا علي بن عياش حدثنا عبد الرحمن بن سليمان قال: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يتعلق به المتعلق من الفكر فيهن وما ينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هنيهة ثم قال يقرؤهن وهو يعقلهن. " حديث آخر " فيه غرابة. قال أبو بكر بن مردويه حدثنا عبد الرحمن بن بشير بن نمير حدثنا إسحاق بن إبراهيم البستي " ح " قال وحدثنا إسحق بن إبراهيم بن زيد حدثنا أحمد بن عمر وقال: أنبأنا هشام بن عمار أنبأنا سليمان بن موسى الزهري أنبأنا مظاهر بن أسلم المخزومي أنبأنا سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران كل ليلة. مظاهر بن أسلم ضعيف.
فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) يقول تعالى " فاستجاب لهم ربهم " أي فأجابهم ربهم كما قال الشاعر:
وداع دعا: يا من يجيب إلى الندى * فلم يستجبه عند ذاك مجيب قال سعيد بن منصور حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سلمة رجل من آل أم سلمة قال قالت أم سلمة: يا رسول الله لا نسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشئ. فأنزل الله تعالى " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " إلى آخر الآية: وقالت الأنصار هي أول ظعينة قدمت علينا وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث سفيان بن عيينة. ثم قال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة قالت: آخر آية نزلت هذه الآية. " فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض " إلى آخرها. رواه ابن مردويه ومعنى الآية أن المؤمنين ذوي الألباب لما سألوا ما سألوا مما تقدم ذكره فاستجاب لهم ربهم عقب ذلك بفاء التعقيب كما قال تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " وقوله تعالى " أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى " هذا تفسير للإجابة أي قال لهم مخبرا أنه لا يضيع عمل عامل منكم لديه بل يوفي كل عامل بقسط عمله من ذكر أو أنثى وقوله " بعضكم من بعض " أي جميعكم في ثوابي سواء " فالذين هاجروا " أي تركوا دار الشرك وأتوا إلى دار الايمان وفارقوا الأحباب والاخوان والخلان والجيران " وأخرجوا من ديارهم " أي ضايقهم المشركون بالأذى حتى ألجأوهم إلى الخروج من بين أظهرهم ولهذا قال " وأوذوا في سبيلي " أي إنما كان ذنبهم إلى الناس أنهم آمنوا بالله وحده كما قال تعالى " يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم " وقال تعالى " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد " وقوله تعالى " وقاتلوا وقتلوا " وهذا أعلى المقامات أن يقاتل في سبيل الله فيعقر جواده ويعفر وجهه بدمه وترابه. وقد ثبت في الصحيحين أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أيكفر الله عني خطاياي؟ قال: نعم؟ ثم قال: كيف قلت فأعاد عليه ما قال فقال: " نعم إلا الذي قاله لي جبريل آنفا " ولهذا قال تعالى " لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار " أي تجري في خلالها الأنهار من أنواع المشارب من لبن وعسل وخمر وماء غير آسن وغير ذلك مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله " ثوابا من عند الله " أضافه إليه ونسبة إليه ليدل على أنه عظيم لان العظيم الكريم لا يعطي إلا جزيلا كثيرا كما قال الشاعر: