أضعافا كثيرة " كما قال تعالى " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء " الآية وسيأتي الكلام عليها وقال الإمام أحمد: حدثنا يزيد أخبرنا مبارك بن فضلة عن علي بن زيد عن أبي عثمان النهدي قال: أتيت أبا هريرة - رضي الله عنه - فقلت له إنه بلغني أنك تقول إن الحسنة تضاعف ألف ألف حسنة قال: وما عجبك من ذلك لقد سمعته من النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول إن الله يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة " هذا حديث غريب وعلي بن زيد بن جدعان عنده مناكير لكن رواه ابن أبي حاتم من وجه آخر فقال:
حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد المؤدب حدثنا يونس بن محمد المؤدب حدثنا محمد بن عقبة الرفاعي عن زياد الجصاص عن أبي عثمان النهدي قال: لم يكن أحد أكثر مجالسة لأبي هريرة مني فقدم قبلي حاجا قال: وقدمت بعده فإذا أهل البصرة يأثرون عنه أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول " إن الله يضاعف الحسنة ألف ألف حسنة " فقلت ويحكم والله ما كان أحد أكثر مجالسة لأبي هريرة مني فما سمعت هذا الحديث قال: فتحملت أريد أن ألحقه فوجدته قد انطلق حاجا فانطلقت إلى الحج أن ألقاه في هذا الحديث فلقيته لهذا فقلت: يا أبا هريرة ما حديث سمعت أهل البصرة يأثرون عنك؟ قال ما هو؟ قلت: زعموا أنك تقول إن الله يضاعف الحسنة ألف ألف حسنة قال: يا أبا عثمان وما تعجب من ذا والله يقول " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " ويقول " ما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل " والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول إن الله يضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة " وفي معنى هذا الحديث ما رواه الترمذي وغيره من طريق عمرو بن دينار عن سالم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال " من دخل سوقا من الأسواق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة " الحديث وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن عيسى بن المسيب عن نافع عن ابن عمر قال: لما نزلت " مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل " إلى آخرها فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " رب زد أمتي " فنزلت " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " قال " رب زد أمتي " فنزلت " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وروى ابن أبي حاتم أيضا عن كعب الأحبار أنه جاء رجل فقال: إني سمعت رجلا يقول من قرأ " قل هو الله أحد " مرة واحدة بنى الله له عشرة آلاف ألف غرفة من در وياقوت في الجنة أفأصدق بذلك؟ قال: نعم أو عجبت من ذلك؟ قال: نعم وعشرين ألف ألف وثلاثين ألف ألف وما يحصي ذلك إلا الله ثم قرأ " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة " فالكثير من الله لا يحصى وقوله " والله يقبض ويبسط " أي أنفقوا ولا تبالوا فالله هو الرزاق يضيق على من يشاء من عباده في الرزق ويوسعه على آخرين له الحكمة البالغة في ذلك " وإليه ترجعون " أي يوم القيامة.
ألم تر إلى الملا من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم أبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين (246) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هذا النبي هو يوشع بن نون. قال ابن جرير: يعني ابن أفرايم بن يوسف بن يعقوب وهذا القول بعيد لان هذا كان بعد موسى بدهر طويل وكان ذلك في زمان داود عليه السلام كما هو مصرح به في القصة وقد كان بين داود وموسى ما ينيف عن ألف سنة والله أعلم وقال السدي: هو شمعون وقال مجاهد: هو شمويل عليه السلام. وكذا قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه وهو شمويل بن بالي بن علقمة بن