والنسائي من حديث عثمان بن حكيم عن سعيد بن يسار عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصلى الركعتين اللتين قبل الفجر ب " آمنا بالله وما أنزل إلينا " الآية والأخرى ب " آمنا بالله واشهد بأننا مسلمون " وقال أبو العالية والربيع وقتادة: الأسباط بنو يعقوب اثنا عشر رجلا ولد كل رجل منهم أمة من الناس فسموا الأسباط وقال الخليل بن أحمد وغيره: الأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في بني إسماعيل وقال الزمخشري في الكشاف:
الأسباط حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر وقد نقله الرازي عنه وقرره ولم يعارضه وقال البخاري: الأسباط قبائل في بني إسرائيل وهذا يقتضي أن المراد بالأسباط ههنا شعوب بني إسرائيل وما أنزل الله من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم كما قال موسى لهم " اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا " الآية وقال تعالى " وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا " قال القرطبي: وسموا الأسباط من السبط وهو التتابع فهم جماعة وقيل أصله من السبط بالتحريك وهو الشجر أي في الكثرة بمنزلة الشجر الواحدة سبطة قال الزجاج: ويبين لك هذا ما حدثنا محمد بن جعفر الأنباري حدثنا أبو نجيد الدقاق حدثنا الأسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وهود وصالح وشعيب وإبراهيم وإسحق ويعقوب وإسماعيل ومحمد عليهم الصلاة والسلام قال القرطبي: والسبط الجماعة والقبيلة والراجعون إلى أصل واحد. وقال قتادة: أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا به ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله وقال سليمان بن حبيب: إنما أمرنا أن نؤمن بالتوراة والإنجيل ولا نعمل بما فيهما. وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري أخبرنا مؤمل أخبرنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل وليسعكم القرآن ".
فإن آمنوا بمثل ما أمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (137) صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون (138) يقول تعالى فإن آمنوا يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به يا أيها المؤمنون من الايمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم " فقد اهتدوا " أي فقد أصابوا الحق وأرشدوا إليه " وإن تولوا " أي عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم " فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله " أي فسينصرك عليهم ويظفرك بهم " وهو السميع العليم ".
قال ابن أبي حاتم قرئ علي يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا زياد بن يونس حدثنا نافع بن أبي نعيم قال: أرسل إلى بعض الخلفاء مصحف عثمان ليصلحه قال زياد فقلت له إن الناس ليقولون إن مصحفه كان في حجره حين قتل فوقع الدم على " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " فقال نافع: بصرت عيني الدم على هذه الآية وقد تقدم. وقوله " صبغة الله " قال الضحاك عن ابن عباس دين الله وكذا روى عن مجاهد وأبي العالية وعكرمة وإبراهيم والحسن وقتادة والضحاك وعبد الله بن كثير وعطية العوفي والربيع بن أنس والسدي نحو ذلك وانتصاب صبغة الله إما على الاغراء كقوله " فطرة الله " أي الزموا ذلك عليكموه وقال بعضهم بدلا من قوله " ملة إبراهيم " وقال سيبويه هو مصدر مؤكد انتصب عن قوله " آمنا بالله " كقوله " وعد الله " وقد ورد في حديث رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه من رواية أشعث بن إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بني إسرائيل قالوا: يا رسول الله هل يصبغ ربك؟ فقال اتقوا الله. فناداه ربه يا موسى سألوك هل يصبغ ربك؟ فقل نعم: أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها من صبغي " وأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة " كذا وقع في رواية ابن مردويه مرفوعا وهو في رواية ابن أبي حاتم موقوف وهو أشبه إن صح إسناده والله أعلم.