نصطاد السمك، فقال: أفلا تمشون حتى نصطاد الناس؟ قالوا: ومن أنت؟ قال: أنا عيسى ابن مريم، فآمنوا به، وانطلقوا معه، فذلك قول الله عز وجل: * (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) *.
حدثنا محمد بن سنان، قال: ثنا أبو بكر الحنفي من عباد بن منصور، عن الحسن في قوله: * (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله) *... الآية، قال: استنصر فنصره الحواريون وظهر عليهم.
وقال آخرون: كان سبب استنصار عيسى من استنصر، لان من استنصر الحواريين عليه كانوا أرادوا قتله. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: * (فلما أحس عيسى منهم الكفر) * قال: كفروا وأرادوا قتله، فذلك حين استنصر قومه، قال: * (من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله) *.
والأنصار: جمع نصير، كما الاشراف جمع شريف، والاشهاد جمع شهيد. وأما الحواريون، فإن أهل التأويل اختلفوا في السبب الذي من أجله سموا حواريين، فقال بعضهم: سموا بذلك لبياض ثيابهم. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: مما روى أبي، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن ميسرة، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: إنما سموا الحواريين ببياض ثيابهم.
وقال آخرون: سموا بذلك لأنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن أبي أرطاة، قال: الحواريون: الغسالون، الذين يحورون الثياب يغسلونها.
وقال آخرون: هم خاصة الأنبياء وصفوتهم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن روح بن القاسم، أن قتادة ذكر رجلا من أصحاب النبي (ص)، فقال: كان من الحواريين، فقيل له: من الحواريون؟ قال: الذين تصلح لهم الخلافة.
حدثت عن المنجاب، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا بشر، عن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله: * (إذ قال الحواريون) * قال: أصفياء الأنبياء.