منذ زمان طويل، فهل أفلحوا فيه يوما أو أنجحوا؟ يا سبحان الله كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم؟ لو كانوا على هدى قد أظهره الله وأفلحه ونصره، ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله وأدحضه، فهم كما رأيتهم كلما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم، وأكذب أحدوثتهم، وأهرق دماءهم، وإن كتموا كان قرحا في قلوبهم وغما عليهم، وإن أظهروه أهراق الله دماءهم، ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه. والله إن اليهودية لبدعة، وإن النصرانية لبدعة، وإن الحرورية لبدعة، وإن السبئية لبدعة، ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) * طلب القوم التأويل فأخطأوا التأويل، وأصابوا الفتنة، فاتبعوا ما تشابه منه فهلكوا من ذلك. لعمري لقد كان في أصحاب بدر والحديبية الذين شهدوا بيعة الرضوان. وذكر نحو حديث عبد الرزاق، عن معمر، عنه.
حدثني محمد بن خالد بن خداش ويعقوب بن إبراهيم، قالا: ثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قرأ رسول الله (ص): * (هو الذي أنزل عليك الكتاب) * إلى قوله: * (وما يذكر إلا أولوا الألباب) * فقال: فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة أنها قالت: قرأ نبي الله (ص) هذه الآية: * (هو الذي أنزل عليك الكتاب) * إلى: * (وما يذكر إلا أولوا الألباب) *. قالت: فقال رسول الله (ص): فإذا رأيتم الذين يجادلون فيه أو قال: يتجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم) * قال مطر، عن أيوب أنه قال: فلا تجالسوهم، فهم الذين عنى الله فاحذروهم.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي (ص)، بنحو معناه.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي (ص)، نحوه.