غيرهم. * (مصدقا لما بين يديه) * يعني بذلك القرآن، أنه مصدق لما كان قبله من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه ورسله، ومحقق ما جاءت به رسل الله من عنده، لان منزل جميع ذلك واحد، فلا يكون فيه اختلاف، ولو كان من عند غيره كان فيه اختلاف كثير.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (مصدقا لما بين يديه) * قال: لما قبله من كتاب أو رسول.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: * (مصدقا لما بين يديه) * لما قبله من كتاب أو رسول.
حدثني محمد بن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: * (نزل عليك الكتاب بالحق) * أي بالصدق فيما اختلفوا فيه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه) * يقول: القرآن مصدقا لما بين يديه من الكتب التي قد خلت قبله.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: * (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه) * يقول: مصدقا لما قبله من كتاب ورسول.
القول في تأويل قوله جل ثناؤه: * (وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس) *.
يعني بذلك جل ثناؤه: وأنزل التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى. * (من قبل) * يقول: من قبل الكتاب الذي نزله عليك. ويعني بقوله: * (هدى للناس) * بيانا للناس من الله، فيما اختلفوا فيه من توحيد الله وتصديق رسله، ومفيدا يا محمد أنك نبيي ورسولي، وفي غير ذلك من شرائع دين الله. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: * (وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس) * هما كتابان أنزلهما الله، فيهما بيان من الله، وعصمة لمن أخذ به وصدق به وعمل بما فيه.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن