* (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) * يقول: لو كان لك على رجل دين فقضاك أردأ مما كان لك عليه هل كنت تأخذ ذلك منه إلا وأنت له كاره؟
حدثني يحيى بن أبي طالب، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا جويبر، عن الضحاك في قوله: * (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) * إلى قوله: * (إلا أن تغمضوا فيه) * قال: كانوا حين أمر الله أن يؤدوا الزكاة يجئ الرجل من المنافقين بأردأ طعام له من تمر وغيره، فكره الله ذلك، وقال: * (أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض) * يقول: لستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه. يقول: لم يكن رجل منكم له حق على رجل فيعطيه دون حقه فيأخذه إلا وهو يعلم أنه قد نقصه، فلا ترضوا لي ما لا ترضون لأنفسكم، فيأخذ شيئا وهو مغمض عليه أنقص من حقه.
وقال آخرون: معنى ذلك: ولستم بآخذي هذا الردئ الخبيث إذا اشتريتموه من أهله بسعر الجيد إلا بإغماض منهم لكم في ثمنه. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن عمران بن حدير، عن الحسن:
* (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) * قال: لو وجدتموه في السوق يباع ما أخذتموه حتى يهضم لكم من ثمنه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: * (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) * يقول: لستم بآخذي هذا الردئ بسعر هذا الطيب إلا أن يغمض لكم فيه.
وقال آخرون: معناه: ولستم بآخذي هذا الردئ الخبيث لو أهدي لكم إلا أن تغمضوا فيه، فتأخذوه وأنتم له كارهون على استحياء منكم ممن أهداه لكم. ذكر من قال ذلك:
حدثني الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، قال: ثنا أبي، عن أسباط، عن السدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب: * (ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه) * قال: لو أهدي لكم ما قبلتموه إلا على استحياء من صاحبه أنه بعث إليك بما لم يكن له فيه حاجة.
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، قال: زعم السدي، عن