الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ٥٠٨
2 الآيات يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطنا مبينا (144) إن المنفقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا (145) إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما (146) 2 التفسير لقد أشارت الآيات السابقة إلى قسم من صفات المنافقين، والآيات التالية - هذه - تحذر المؤمنين وتأمرهم أن لا يعتمدوا على المنافقين والكفار بدل الاعتماد على المؤمنين، وأن لا يطلبوا النصرة منهم يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
وتبين أن الاعتماد على الكفار يعتبر جريمة وخرقا صارخا للقانون الإلهي وشركا بالله، ونظرا لقانون العدل الإلهي فإن هذه الجريمة تستحق عقابا شديدا، حيث تؤكد الآية: أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا (1).

1 - إن كلمة " سلطان " مشتقه من مادة أو مصدر " سلاطة " على وزن " مقالة " وهي تعني القوة والقدرة على التغلب على الآخرين، وفي كلمة " سلطان " معنى لاسم المصدر حيث تطلق على كل أنواع التسلط، ولهذا السبب تطلق كلمة " سلطان " أيضا على " السبب " الذي يسلط الإنسان على الآخرين من أمثاله، كما تطلق على أصحاب القدرة والنفوذ، ولكنها في الآية المذكورة أعلاه إنما تعني الحجة والدليل.
(٥٠٨)
مفاتيح البحث: النفاق (2)، السب (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست