الترمذي هو أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي الضرير رحمه الله، ولد سنة 209 ه بترمذ وتوفى بها سنة 279 ه. قال ابن الأثير: في سنن الترمذي ما ليس في غيرها من ذكر المذاهب ووجوه الاستدلال وتبيين أنواع الحديث من الصحيح والحسن والغريب.
جمع كتابه واختصر فيه طريق الحديث اختصارا لطيفا وبين أمر كل حديث من أنه صحيح أو ضعيف أو منكر. أما كتابه الجامع الصحيح له ففيه أحاديث كثيرة منكرة (1).
قال الحفاظ ابن رجب في " سرح علل الترمذي " اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الحديث الصحيح والحديث الحسن وهو ما نزل عن درجة الصحيح وكان فيه بعض ضعف والحديث الغريب، والغرائب التي خرجها، فيها بعض المناكير ولا سيما في كتاب الفضائل ولكنه يبين ذلك غالبا ولا يسكت عنه، ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب متفق على اتهامه - حديثا بإسناد منفرد إلا أنه قد يخرج حديثا مرويا من طرق أو مختلفا في إسناده وفي بعض طرقه متهم وعلى هذا الوجه خرج حديث محمد بن سعيد المصلوب ومحمد بن السائب الكلبي، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ وعمن غلب على حديثه الوهم، ويبين ذلك غالبا ولا يسكت عنه وقد شاركه أبو داود في التخريج عن كثير من هذه الطبقة مع السكوت على حديثهم كإسحاق ابن أبي فروة. والترمذي يخرج حديث الثقة الضابط ومن يهم قليلا ومن يهم كثيرا ومن يغلب عليه الوهم يخرج حديثه قليلا ويبين ذلك ولا يسكت عنه.
الترمذي أول من قسم الحديث:
الترمذي هو أول من قسم الحديث صحيح، وحسن، وضعيف، وكان قبله لا يقسم إلا إلى صحيح وغير صحيح.