المشرف. فصحفه بعض النقلة فكتب: نحن يوم القيامة على كذا، فقرأ من قرأ فلم يفهم ما هو! فكتب في طرة الكتاب: انظر - يأمر قارئ الكتاب بالنطر فيه وينبهه عليه، فوجده ثالث فظنه من الكتاب فألحقه بمتنه.
العلة الخامسة وهي إسقاط شئ من الحديث لا يتم إلا به: وهذا النوع أيضا قد وردت منه أشياء كثيرة في الحديث كنحو ما رواه قوم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن ليلة الجن، فقال: ما شهدها منا أحد - وروي عنه من طريق آخر أنه رأى قوما من الزط فقال: هؤلاء أشبه من رأيت بالجن ليلة الجن. فهذا الحديث يدل على أنه شهدها - والأول يدل على أنه لم يشهدها - فالحديثان كما ترى متعارضان - وإنما أوجب التعارض بينهما - إن الذي روى الحديث الأول أسقط منه كلمة رواها غيره - وإنما الحديث - ما شهدها منا أحد غيري.
العلة السادسة وهي أن ينقل المحدث الحديث ويغفل عن نقل السبب الموجب له فيعرض من ذلك إشكال في الحديث أو معارضة لحديث آخر، كنحو ما رواه قوم من أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بالعرنيين الذين ارتدوا عن الإسلام وأغاروا على لقاحه فأمر بقطع أيديهم وأرجلهم وسمل عيونهم وتركوا بالحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا. وقد وردت عنه الروايات من طرق شتى أنه نهى عن المثلة - وإنما عرض هذا التعارض من أجل أن الذي روى الحديث الأول أغفل نقل سببه الذي أوجبه، ورواه غيره فقال إنما فعل بهم ذلك لأنهم مثلوا برعائه فجازاهم بمثل فعلهم...