حتى بلغت مئات الألوف (1) مما جعل الحافظ الدارقطني يقول: إن الحديث الصحيح في الحديث الكذب كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود (2).
وقد أفزعت هذه الكثرة العلماء فنهضوا لكشف القناع عن الأحاديث الموضوعة، ووضعوا فيها المؤلفات الكثيرة، ومن أشهر من تجرد لذلك ابن الجوزي السيوطي والصاغاني والملا علي القاري وغيرهم.
وقد عرض الدكتور أحمد أمين رحمه الله لأمر كثرة الأحاديث هذه فقال (3):
" ومن الغريب أننا لو اتخذنا رسما بيانيا للحديث لكان شكل " هرم " طرفه المدبب هو عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم يأخذ في السعة على مر الزمان، حتى نصل إلى القاعدة أبعد ما نكون على عهد الرسول - مع أن المعقول كان العكس. فصحابة رسول الله أعرف الناس بحديثه، ثم يقل الحديث بموت بعضهم مع عدم الراوي عنه وهكذا، ولكنا نرى أن أحاديث العهد الأموي أكثر من أحاديث عهد الخلفاء الراشدين، وأحاديث العصر العباسي أكثر من أحاديث العهد الأموي.