قال الثعالبي في كتابه " ثمار القلوب في المضاف والمنسوب " ما يلي (1):
شيخ المضيرة: كان أبو هريرة رضي الله عنه على فضله واختصاصه بالنبي (صلى الله عليه وسلم) مزاحا أكولا، وكان مروان بن الحكم يستخلفه على المدينة فيركب حمارا قد شد عليه برذعة فيلقى الرجل فيقول: الطريق! الطريق! قد جاء الأمير.. وكان يدعي الطب...
وبعد أن ذكر الثعالبي شيئا من طبه وكله طعام يشفي داء الأمعاء، ويداوي نهم البطن، قال: وكان يعجبه المضيرة جدا فيأكل مع معاوية، فإذا حضرت الصلاة صلى خلف علي رضي الله عنه، فإذا قيل له في ذلك قال: مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل، وكان يقال له " شيخ المضيرة " وختم الثعالبي قوله ببيتين لشاعر هجا فيهما أبا هريرة أعرضنا عنهما.
وعقد بديع الزمان الهمذاني مقامة خاصة - من مقاماته - لهذه المضيرة، غمز فيها أبا هريرة غمزة أليمة فقال:
حدثنا عيسى بن هشام قال: كنت بالبصرة ومعي أبو الفتح الإسكندري رجل الفصاحة يدعوها فتجيبه، والبلاغة يأمرها فتطيعه، وحضرنا معه دعوة بعض التجار، فقدمت إلينا مضيرة تثنى على الحضارة، وتترجرج في الغضارة، وتؤذن بالسلامة، وتشهد لمعاوية رحمه الله بالإمامة...
وقال أستاذنا الإمام محمد عبده في شرح ذلك: " ومعاوية ادعى الخلافة بعد بيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلم يكن من يشهد له بها في حياة علي إلا طلاب اللذائذ، وبغاة الشهوات، فلو كانت هذه المضيرة من طعام معاوية لحملت آكليها على الشهادة له بالخلافة، وإن كان صاحب البيعة الشرعية حيا - وإسناد الشهادة إليها لأنها سببها الحامل عليها. والإمامة والخلافة في معنى واحد " وفي الأساس لجار الله: علي مع الحال المضيرة، خير من معاوية مع المضيرة.
وأخرج أبو نعيم في الحلية قال: كان أبو هريرة يطوف بالبيت هو يقول:
ويل لي بطني، إذا أشبعته كظني، وإن أجعته سبني، ورواية ابن كثير في البداية والنهاية: أضعفني.