حدثنا علي بن شيبة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عمرو بن رافع قال كان مكتوبا في مصحف حفصة بنت عمر رضي الله عنهما (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وهي صلاة العصر وقوموا لله قانتين فقد ثبت بهذا ما صرفنا إليه تأويل الآثار الأول من قوله (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وصلاة العصر أنه سمى صلاة العصر بالعصر وبالوسطى فقد ثبت بهذا قول من ذهب إلى أنها صلاة العصر وقد روى عن البراء بن عازب في ذلك ما يدل على نسخ ما روى في ذلك عن حفصة رضي الله عنها وعائشة رضي الله عنها وأم كلثوم حدثنا أبو شريح محمد بن زكريا بن يحيى قال ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ثنا محمد بن فضيل بن مرزوق قال ثنا شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب قال نزلت حافظوا على الصلوات وصلاة العصر فقرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله ثم نسخها الله عز وجل فأنزل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فأخبر البراء بن عازب في هذا الحديث أن التلاوة الأولى هي ما روت عائشة وحفصة رضي الله عنهما وأنه نسخ ذلك التلاوة التي قامت بها الحجة فإن كان قوله الثاني والصلاة الوسطى نسخا للعصر أن تكون هي الوسطى فذلك نسخ لها وإن كان نسخا لتلاوة أحد اسميها وتثبيت اسمها الآخر فإنه قد ثبت أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فلما احتمل هذا ما ذكرنا عدنا إلى ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فحدثنا علي بن معبد قال ثنا شجاع بن الوليد قال ثنا زائدة بن قدامة قال سمعت عاصما يحدث عن زر عن علي رضي الله عنه قال قاتلنا الأحزاب فشغلونا عن صلاة العصر حتى كادت الشمس أن تغيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم املأ قلوب الذين شغلونا عن الصلاة الوسطى نارا واملأ بيوتهم نارا واملأ قبورهم نارا قال علي رضي الله عنه كنا نرى أنها صلاة الفجر فهذا علي رضي الله عنه قد أخبر أنهم كانوا يرونها قبل قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصبح حتى سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول هذا فعلموا بذلك أنها العصر حدثنا ابن مرزوق قال ثنا أبو عامر العقدي عن شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قعد يوم الخندق على فرضه من فرض الخندق ثم ذكر نحوه إلا أنه لم يذكر قول علي رضي الله عنه كنا نرى أنها الصبح
(١٧٣)