وقد روى عن ابن عباس رضي الله عنهما في الصلاة الوسطى أنها العصر حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زر بن عبيد الله العبدي قال سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول الصلاة الوسطى صلاة العصر وقوموا لله قانتين فلما اختلف عن ابن عباس رضي الله عنهما في ذلك أردنا أن أن ننظر فيما روى عن غيره وذهب أيضا من ذهب إلى أنها غير العصر أنه قد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك فذكروا ما حدثنا علي بن معبد بن نوح قال ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع مولى عبد الله بن عمر أن عمرو بن رافع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حدثهما أنه كان يكتب المصاحف على عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال استكتبتني حفصة رضي الله عنها بنت عمر رضي الله عنه زوج النبي صلى الله عليه وسلم مصحفا وقالت لي إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما بلغتها أتيتها بالورقة التي أكتبها فقالت أكتب (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر) حدثنا يونس قال حدثني بن وهب أن مالكا حدثه عن زيد بن أسلم عن عمرو بن رافع مثله عن حفصة غير أنها لم تذكر النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يونس قال أنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنها أنه قال أمرتني عائشة رضي الله عنها ثم ذكر نحو حديث حفصة من حديث علي بن معبد حدثنا علي بن معبد قال ثنا الحجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله عز وجل الصلاة الوسطى فقالت كنا نقرؤها على الحرف الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين قالوا فلما قال الله عز وجل في هذه الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ثبت بذلك أن الوسطى غير العصر وليس في ذلك دليل عندنا على ما ذكروا لأنه قد يجوز أن يكون العصر مسماة بالعصر ومسماة بالوسطى فذكرها ههنا باسميهما جميعا هذا يجوز لو ثبت ما في تلك الآثار من التلاوة الزائدة على التلاوة التي قامت بها الحجة مع أن التلاوة التي قامت بها الحجة دافعة لكل ما خالفها وقد روى أن الذي كان في مصحف حفصة من ذلك غير ما روينا في الآثار الأول
(١٧٢)