فهذه آثار قد تواترت وجاءت مجيئا صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة الوسطى هي العصر وقد قال بذلك أيضا جلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا وهيب بن خالد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي بن كعب قال الصلاة الوسطى صلاة العصر حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عفان عن همام عن قتادة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مثله حدثنا ربيع الجيزي قال ثنا يعقوب بن أبي عباد قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه مثله حدثنا ابن أبي داود قال ثنا خطاب بن عثمان قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عثمان عن خثيم عن عبد الرحمن بن لبيبة الطائفي أنه سأل أبا هريرة عن الصلاة الوسطى فقال سأقرأ عليك القرآن حتى تعرفها أليس يقول الله عز وجل في كتابه (أقم الصلاة لدلوك الشمس الظهر إلى غسق الليل المغرب) (ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم) العتمة ويقول (إن قرآن الفجر كان مشهودا) الصبح ثم قال (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) هي العصر هي العصر فإن قال قائل ولم سميت صلاة الوسطى صلاة العصر قيل له قد قال الناس في هذا قولين فقال قوم سميت بذلك لأنها بين صلاتين من صلاة الليل وبين صلاتين من صلاة النهار وقال آخرون في ذلك ما حدثني القاسم بن جعفر قال سمعت بحر بن الحكم الكيساني يقول سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن عائشة يقولان آدم عليه السلام لما تيب عليه عند الفجر صلى ركعتين فصارت الصبح وفدى إسحاق عند الظهر فصلى إبراهيم عليه السلام أربعا فصارت الظهر وبعث عزير فقيل له كم لبثت فقال يوما فرأى الشمس فقال أو بعض يوم فصلى أربع ركعات فصارت العصر وقد قيل غفر لعزير عليه السلام وغفر لداود عليه السلام عند المغرب فقام فصلى أربع ركعات فجهد فجلس في الثالثة فصارت المغرب ثلاثا وأول من صلى العشاء الآخرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلذلك قالوا الصلاة الوسطى هي صلاة العصر فهذه عندنا معنى صحيح لان أول الصلوات إن كانت الصبح وآخرها العشاء الآخرة فالوسطى
(١٧٥)