فليس في هذا ولا في شئ مما تقدمه الدليل على الصلاة الوسطى ما هي فلما انتفى بما ذكرنا أن يكون فيما روينا عن زيد بن ثابت في شئ من ذلك دليل رجعنا إلى ما روى عن ابن عمر فإذا ليس فيه حكاية عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من قوله لأنه قال هي الصلاة التي وجه فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة وقد روى عنه من غير هذا الوجه خلاف ذلك حدثنا محمد بن خزيمة وفهد قالا ثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث ح وحدثنا يونس قال ثنا عبد الله بن يوسف قال ثنا الليث قال حدثني بن الهاد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال الصلاة الوسطى صلاة العصر فلما تضاد ما روى في ذلك عن ابن عمر دل هذا على أنه لم يكن عنده فيه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم ورجعنا إلى ما روى عن غيره فإذا أبو بكرة قد حدثنا قال ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن عوف عن أبي رجاء قال صليت خلف بن عباس رضي الله عنهما الغداة فقنت قبل الركوع وقال هذه الصلاة الوسطى حدثنا أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا قرة قال ثنا أبو رجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال هي صلاة الصبح حدثنا ابن مرزوق قال ثنا عفان عن همام عن قتادة عن أبي الخليل عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله حدثنا ابن أبي داود قال ثنا سعيد بن عفير قال ثنا داود بن عبد الرحمن عن عمرو بن دينار عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله حدثني أبو بكرة قال ثنا أبو داود قال ثنا عبد الله بن المبارك عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال صليت خلف أبي موسى الأشعري صلاة الصبح فقال رجل إلى جنبي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصلاة الوسطى فكان ما ذهب إليه بن عباس رضي الله عنهما من هذا هو قول الله عز وجل (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) فكان ذلك القنوت عنده هو قنوت الصبح فجعل بذلك الصلاة الوسطى هي الصلاة التي فيها القنوت عنده وقد خولف بن عباس رضي الله عنه في هذه الآية فيم نزلت فحدثنا علي بن شيبة قال ثنا يزيد بن هارون قال أنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) فأمرنا بالسكوت حدثنا حسين بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون فذكر مثله
(١٧٠)