ومن الطير الحمامة ومن النبات الحبلة ومن البيوت بكة وأيلياء ومن أيلياء بيت المقدس وروى وكيع عن الأسود بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلق الله دابة أكرم عليه من النعجة فما يعجب من أكل الشاة تلك الصحيفة وهذا الفأر شر حشرات الأرض يقرض المصاحف ويبول عليها وهذا العث يأكلها ولو كانت النار أحرقت الصحيفة أو ذهب بها المنافقون كان العجب منهم أقل والله تعالى يبطل الشئ إذا أراد إبطاله بالضعيف والقوي فقد أهلك قوما بالذر كما أهلك قوما بالطوفان وعذب قوما بالضفادع كما عذب آخرين بالحجارة وأهلك نمروذ ببعوضة وغرق اليمن بفأرة وأما قولهم كيف يكمل الدين وقد أرسل عليه ما أبطله فإن هذه الآية نزلت عليه صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع حين أعز الله تعالى الاسلام وأذل الشرك وأخرج المشركين عن مكة فلم يحج في تلك السنة إلا مؤمن وبهذا أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة على المسلمين فصار كمال الدين ههنا عزه وظهوره وذل الشرك ودروسه لا تكامل الفرائض والسنن لأنها لم تزل تنزل إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا قال الشعبي في هذه الآية ويجوز أن يكون الاكمال للدين برفع النسخ عنه بعد هذا الوقت
(٢٩١)