الحبورة ولم يجبه إلى وراثة الملك وكان زكريا عليه السلام كره أن يرثه ذلك عصبته وأحب أن يهب الله تعالى له ولدا يقوم مقامه ويرثه علمه وقال الله عز وجل وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه وأما قوله وورث سليمان داود فإنه أراد ورثه الملك والنبوة والعلم وكلاهما كان نبيا وملكا والملك السلطان والحكم والسياسة لا المال ولو كان أراد وراثة ماله ما كان في الخبر فائدة لان الناس يعلمون أن الأبناء يرثون الآباء أموالهم ولا يعلمون أن كل بن يقوم مقام أبيه في العلم والملك والنبوة ومن الدليل أيضا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يورث أنه كان لا يرث بعد أن أوحى الله تعالى إليه وإنما كانت وراثته أبويه قبل الوحي قال أبو محمد حدثنا زيد بن أخزم الطائي قال ثنا عبد الله بن داود أن أم أيمن مما ورثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمه وشقران مما ورثه عن أبيه وكيف يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم التراث وهو يسمع الله عز وجل يذم قوما فقال كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما حدثنا إسحاق بن راهويه قال نا وكيع قال نا مسعر عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن مجاهد بن وردان عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أن
(٢٨٢)