وحدثني محمد بن يحيى القطعي قال أنا عمر بن علي عن موسى بن المسيب الثقفي قال سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن المعرور بن سويد عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول ربكم بن آدم إنك إن تأتني بقراب الأرض خطيئة بعد أن لا تشرك بي شيئا جعلت لك قرابها مغفرة ولا أبالي وحدثني أبو مسعود الدارمي هو من ولد خراش قال حدثني جدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكثر لعلكم ترون أن شفاعتي للمتقين لا ولكنها للمتلطخين بالذنوب قالوا حديثان متناقضان قالوا رويتم عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه فاستجاز بروايتكم هذه قوم فرك المني من الثوب والصلاة فيه وجعلوه سنة ثم رويتم عن عمرو بن ميمون بن مهران عن سليمان بن يسار قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول إنها كانت تغسل أثر المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ثم أراه فيه بقعة أو بقعا فأبى قوم فرك المني بروايتكم هذه ولم يستجيزوا إلا غسله من الثوب إذا أرادوا الصلاة فيه وهذا تناقض واختلاف قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا تناقض ولا اختلاف لان عائشة رضي الله عنها كانت تفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يابسا والفرك لا يقع إلا على يابس وكان ربما بقي في شعاره حتى ييبس وهو ييبس في مدة يسيرة لا سيما في الصيف وكانت تغسله إذا رأته رطبا والرطب لا يجوز أن يفرك ولا بأس على من تركه إلى أن يجف ثم فركه
(١٦٢)