فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو لأبي طالب ويستغفر له حتى نزلت عليه ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وكان يقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون فأنزل الله تعالى عليه إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وبعد فإن أقاويل علي رضي الله عنه هذه كلها ليست منبوذة يقضى عليه بالخطأ فيها ومن أغلظها بيع أمهات الأولاد وقد كن يبعن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي خلافة أبي بكر رضي الله عنه في الدين وعلى حال الضرورة حتى نهى عن ذلك عمر رضي الله عنه من أجل أولادهن ولئلا تلحقهم السبة ويرجع عليهم الشين بأسباب كثيرة من الأمهات جهة إذا ملكن والناس مجمعون على أن الأمة لا تخرج عن ملك سيدها إلا ببيع أو هبة أو عتق وأم الولد لم ينلها شئ من ذلك وأحكام الإماء جارية عليها إلى أن يموت سيدها فبأي معنى يزيل الولد عنها البيع وإنما هو شئ استحسنه عمر رضي الله عنه بما أراد النظر للأولاد ولسنا نذهب إلى هذا ولا نعتقده ولكنا أردنا به التنبيه على حجة علي رضي الله عنه فيه وحجة من تقدمه في إطلاق ذلك وترك النهي عنه فأين هؤلاء عن قضايا علي رضي الله عنه اللطيفة التي تغمض وتدق وتعجز عن
(١٥٠)