والله عز وجل يقول ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة أو يكون لا يبلغ الشبع من الشعير ولا من غيره لأنه كان يكره إفراط الشبع وقد كره ذلك كثير من الصالحين والمجتهدين وهو صلى الله عليه وسلم أولاهم بالفضل وأحراهم بالسبق وحدثنا أبو الخطاب قال أنا أبو عاصم عبيد الله بن عبد الله قال أنا المحبر بن هارون عن أبي يزيد المدني عن عبد الرحمن بن المرقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى لم يخلق وعاء ملئ شرا من بطن فإن كان لا بد فاجعلوا ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للريج وقد قال مالك بن دينار إنما مثل المؤمن مثل المأبورة يريد أكلت في العلف إبرة فهي لا تأكل إذا أكلت في العلف إلا قليلا ولا ينجع فيها العلف وقد قيل لابن عمر في الجوارشن شئ فقال وما أصنع به وأنا لم أشبع منذ كذا يريد أنه كان يدع الطعام وبه إليه الحاجة وقال الحسن لرجل دخل عليه وهو يأكل كل فقال قد أكلت فما أشتهي شيئا قال يا سبحان الله وهل يأكل أحد حتى لا يشتهي شيئا وقال مالك بن دينار أو غيره لوددت أن رزقي في حصاة أمصها ولقد استحييت من الله تعالى لكثرة دخولي إلى الخلاء
(١٣٥)