فصارت النية في الحديث الأول دون العمل وصارت في الحديث الثاني خيرا من العمل وهذا تناقض واختلاف قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس ههنا تناقض بحمد الله تعالى والهام بالحسنة إذا لم يعملها خلاف العامل لها لان الهام لم يعمل والعامل لم يعمل حتى هم ثم عمل وأما قوله صلى الله عليه وسلم نية المرء خير من عمله فإن الله تعالى تخلد المؤمن في الجنة بنيته لا بعمله ولو جوزي بعمله لم يستوجب التخليد لأنه عمل في سنين معدودة والجزاء عليها يقع بمثلها وبأضعافها وإنما يخلده الله تعالى بنيته لأنه كان ناويا أن يطيع الله تعالى أبدا لو أبقاه ابدا فلما اخترمه دون نيته جزاه عليها وكذلك الكافر نيته شر من عمله لأنه كان ناويا أن يقيم على الكفر لو أبقاه أبدا فلما اخترمه الله تعالى دون نيته جزاه عليها قالوا حديث يكذبه الكتاب والنظر قالوا رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فقيل له في ذلك فقال والذي نفسي بيده إنهم ليسمعون كما تسمعون وإن الله تعالى يقول وما أنت بمسمع من في القبور ويقول إنك لا تسمع الموتى
(١٤٠)