وكانت الحية أعزم دواب البر فقالت للمرأة إنكما لا تموتان أن أكلتما منها ولكن أعينكما تنفتح وتكونان كالالاهة تعلمان الخير والشر فأخذت المرأة من ثمرتها فأكلت وأطعمت بعلها فانفتحت أبصارهما وعلما أنهما عريانان فوصلا من ورق التين واصطنعاه إزارا ثم سمعا صوت الله تعالى في الجنة حين تورك النهار فاختبأ آدم وامرأته في شجر الجنة فدعاهما فقال آدم سمعت صوتك في الفردوس ورأيتني عريانا فاختبأت منك فقال ومن أراك أنك عريان لقد أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها فقال إن المرأة أطعمتني وقالت المرأة إن الحية أطغتني فقال الله عز وجل للحية من أجل فعلك هذا فأنت ملعونة وعلى بطنك تمشين وتأكلين التراب وسأغري بينك وبين المرأة وولدها فيكون يطأ رأسك وتكونين أنت تلدغينه بعقبه وقال للمرأة وأما أنت فأكثر أوجاعك وإحبالك وتلدين الأولاد بالألم وتردين إلى بعلك حتى يكون مسلطا عليك وقال لآدم صلى الله عليه وسلم ملعونة الأرض من اجلك وتنبت الحاج والشوك وتأكل منها بالشقاء ورشح جبينك حتى تعود إلى التراب من أجل أنك تراب قال أبو محمد أفما ترى أن الحية أطغت واختدعت فلعنها الله تعالى وغير خلقها وجعل التراب رزقها أفما يجوز أن تسمى هذه فاسقة وعاصية وكذلك الغراب بمعصيته نوحا صلى الله عليه وسلم
(١٣١)