وذكر مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر قال نحر النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية سبعين بدنة كل بدنة عن سبعة واستاق في عمر القضاء مكان عمرته التي صده المشركون ستين بدنة وكيف يجوع من وقف سبع حوائط متجاورة بالعالية ثم لا يجد مع هذا من يقرضه أصواعا من شعير حتى يرهن درعه.
قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذا ما يستعظم بل ما ينكر لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤثر على نفسه بأمواله ويفرقها على المحقين من أصحابه وعلى الفقراء والمساكين وفي النوائب التي تنوب المسلمين ولا يرد سائلا ولا يعطي إذا وجد إلا كثيرا ولا يضع درهما فوق درهم وقالت له أم سلمة يا رسول الله أراك ساهم الوجه أمن علة فقال لا ولكنها السبعة الدنانير التي أتينا بها أمس نسيتها في خصم الفراس فبت ولم أقسمها وكانت عائشة رضي الله عنها تقول في بكائها عليه بأبي من لم ينم على الوثير ولم يشبع من خبز الشعير وليس يخلو قولها هذا من أحد أمرين إما أن يكون يؤثر بما عنده حتى لا يبقى عنده ما يشبعه وهذا بعض صفاته