فلم يزل ينبش التراب عنه حتى استخرجه ومن قبل ذلك قد فر صاحبه وأسلمه قال ففي ذلك يقول الشاعر يعرد عنه جاره ورفيقه * وينبش عنه كلبه وهو ضاربه وليس لشئ من الحيوان مثل محاماته على أهله وذبه عنهم مع الإساءة إليه والطرد والضرب والاخبار عن الكلاب في هذا كثيرة صحاح ونكره الإطالة بذكرها وليس تخلو الكلاب من أن تكون أمة من أمم السباع أو تكون أمة من الجن كما قال بن عباس الكلاب أمة من الجن وهي ضعفة الجن فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لها فإن لها أنفسا يعني أن لها عيونا تصيب بها والنفس العين يقال أصابت فلانا نفس أي عين وقال أيضا الجان مسيخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل ولا يبعد أيضا أن تكون الكلاب كذلك وهذه الأمور لا تدرك بالنظر والقياس والعقول وإنما ينتهى فيها إلى ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو ما قاله من سمع منه وشاهده فإنهم لا يقضون على مثله إلا بسماع منه أو سماع ممن سمعه أو بخبر صادق من خبر الكتب المتقدمة وليس هو من أمور الفرائض والسنن وليس علينا وكف ولا نقص من أن تكون الكلاب من السباع أو الجن أو الممسوخ
(١٢٧)