وإنما أمرنا بترك الصلاة مع طلوع الشمس لأنه الوقت الذي كانت فيه عبدة الشمس يسجدون فيه للشمس وقد درج كثير من الأمم السالفة على عبادة الشمس والسجود لها فمن ذلك ما قص الله تبارك وتعالى علينا في نبأ ملكة سبأ أن الهدهد قال لسليمان عليه السلام إني وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم وكان في العرب قوم يعبدون الشمس ويعظمونها ويسمونها الآلهة قال الأعشى فلم أذكر الرهب حتى انفتلت * قبيل الالاهة منها قريبا يعني الشمس وكان بعض القراء يقرأ أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك يريد ويذرك والشمس التي تعبد فكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي في الوقت الذي يسجد فيه عبدة الشمس للشمس وأعلمنا أن الشياطين حينئذ أو أن إبليس في ذلك الوقت في جهة مطلع الشمس فهم يسجدون له بسجودهم للشمس ويؤمونه ولم يرد بالقرن ما تصوروا في أنفسهم من قرون البقر وقرون الشاء وإنما القرن ههنا حرف الرأس وللرأس قرنان أي حرفان وجانبان ولا أرى القرن الذي يطلع في ذلك الموضع سمي قرنا إلا باسم موضعه كما تسمي العر ب الشئ باسم ما كان له موضعا أو سببا فيقولون رفع عقيرته يريدون صوته لان رجلا قطعت رجله فرفعها واستغاث من أجلها فقيل لمن رفع صوته رفع عقيرته
(١١٨)