ومثل هذا كثير فكلام العرب وكذلك قوله في المشرق من ههنا يطلع قرن الشيطان لا يريد به ما يسبق إلى وهم السامع من قرون البقر وإنما يريد من ههنا يطلع رأس الشيطان وكان وهب بن منبه يقول في ذي القرنين إنه رجل من أهل الإسكندرية واسمه الاسكندروس وأنه كان حلم حلما رأى فيه أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فقص رؤياه على قومه فسموه ذي القرنين وأراد بأخذه بقرنيها أنه أخذ بجانبيها والقرون أيضا خصل الشعر كل خصلة قرن ولذلك قيل للروم ذات القرون يراد أنهم يطولون الشعور فأراد صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا أن الشيطان في وقت طلوع الشمس وعند سجود عبدتها لها مائل مع الشمس فالشمس تجري من قبل رأسه فأمرنا أن لا نصلي في هذا الوقت الذي يكفر فيه هؤلاء ويصلون للشمس وللشيطان وهذا أمر مغيب عنا لا نعلم منه إلا ما علمنا والذي أخبرتك به شئ يحتمله التأويل ويباعده عن الشناعة والله أعلم ولم يأت أهل التكذيب بهذا وأشباهه إلا لردهم الغائب عنهم إلى الحاضر عندهم وحملهم الأشياء على ما يعرفون من أنفسهم ومن الحيوان والموات واستعمالهم حكم ذوي الجثث في الروحانيين فإذا سمعوا بملائكة على كواهلها العرش وأقدامها في الأرض السفلى استوحشوا من ذلك لمخالفته ما شاهدوا وقالوا كيف تخرق جثث هؤلاء السماوات وما بينهما والأرضين وما فوقها من غير أن نرى لذلك أثرا
(١١٩)