صم شهرين متتابعين فقلت يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني الا في الصيام قال فأطعم ستين مسكينا قلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشاما نجد عشاء قال انطلق إلى صاحب الصدقة صدقة بنى زريق فليدفعها إليك فأطعم منها وسقا ستين مسكينا وتستعين (1) بسائرها على عيالك فأتيت قومي فقلت وجدت عندكم الضيق - كذا روى من هذا الوجه عن سليمان بن يسار - (وقد أخبرنيه) أبو عبد الرحمن السلمي إجازة ان أبا الحسن بن صبيح أخبرهم انا عبد الله بن محمد بن شيرويه انا إسحاق الحنظلي انا عبد الله بن إدريس نا محمد بن إسحاق - فذكره باسناده نحوه وقال في آخره فاذهب إلى صاحب صدقة بنى زريق - فليدفع إليك وسقا من تمر فأطعم ستين مسكينا وكل بقيته أنت وأهلك (2) وهذا يدل على أنه يعطى من الوسق ستين مسكينا ثم يأكل بقيته يعنى بقية الوسق - (ويدل عليه أيضا ما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه نا أبو داود نا ابن السرح نا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار بهذا الخبر قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر فأعطاه إياه وهو قريب من خمسة عشر صاعا فقال تصدق بهذا فقال يا رسول الله على أفقر منى ومن أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل (3) أنت وأهلك - فهذه الرواية عن سليمان موافقة لرواية أبى سلمة بن عبد الرحمن وابن ثوبان في قصة سلمة بن صخر فهي أولى (واما حديث) أوس بن الصامت فقد اختلفت الرواية فيه - (فروى كما أخبرنا) أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه نا أبو داود نا الحسن بن علي نا يحيى بن آدم نا ابن إدريس عن محمد ابن إسحاق عن معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة قالت ظاهر منى زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه ويقول اتقى الله فإنه زوجك وابن عمك فما برحت حتى نزل القرآن (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) قال يعتق رقبة قالت لا يجد قال فيصوم شهرين متتابعين قالت يا رسول الله انه شيخ كبير ما به من صيام قال فليطعم ستين مسكينا
(٣٩١)