فبعد وفاة الرسول أبي بعض المسلمين المعتقدين بوجوب أحكام الدين وضرورياته كالزكاة أن يدفع الزكاة إلى أبي بكر، والحق لأنهم ما كانوا يعترفون بخلافة أبي بكر على أنها خلافة شرعية، ولذلك حاربهم أبو بكر فقتل رجالهم وسبى نساءهم وأطفالهم (1).
ولما رأوا فضاعة ما فعلوه عمدوا إلى إلباسه لباس الشرعية ليحصنوا بذلك شرف الخليفة من النقد والاستنكار، ويبرؤونه من وصمة العار، ولذلك سموا مانعي دفع الزكاة إلى الخليفة بالمرتدين، وبذلك اشتهروا، وصيروا في قائمة الكفار مثل مسيلمة (2) وطليحة (3) اللذان حاربا الإسلام في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).