والتعاليم الدينية التي لم يشر إليها الوحي القرآني، بل صدر حكمها عن طريق الوحي الغير قرآني.
هل كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يجتهد:
تعتقد الشيعة بأن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليجتهد في الأحكام والتعاليم الدينية، وإنما كان يعمل وفقا للوحي، وإذا لم ينزل الوحي فإنه يبقى منتظرا حتى ينزل. وثمة آيات وروايات تكشف لنا هذه الحقيقة، فإليك طرفا منها:
١ - قال تعالى: ﴿وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾ (١).
تدل هذه الآية على أن كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستند إلى الوحي الإلهي، وتنفي عنه القول الاجتهادي والنابع من تلقاء نفسه.
٢ - قال تعالى: ﴿وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي...﴾ (٢).
قال الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية: فهذا يدل على أنه (صلى الله عليه وآله) ما حكم إلا بالوحي، وهذا يدل على أنه لم يحكم قط بالاجتهاد (٣).
٣ - قال تعالى: ﴿قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي﴾ (4).
وقال الفخر الرازي في تفسيره: إن هذا النص يدل على أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يحكم من تلقاء نفسه في شئ في الأحكام، وأنه ما كان يجتهد، بل جميع أحكامه صادرة عن